حياتك الاجتماعية

حياتك الاجتماعية

العلاقات الاجتماعية واهميتها في حياة الانسان

طبيعة البشر كائنات اجتماعية، لذا نقوم بتشكيل علاقات اجتماعية بشكل تلقائي، ليعكس ذلك حاجتنا الأساسية للانتماء، سنتعرف عليها في هذا المقال الذي يدور حول خصائص العلاقات الاجتماعية وأهميتها في حياة الانسان وكيفية المحافظة عليها.

تفسير العلاقات الاجتماعية في علم النفس

يقول علماء النفس إننا كلنا مولودون في حملة للبحث عن علاقات اجتماعية قوية وتشكيلها والحفاظ عليها وحمايتها، فإننا نسعى إلى معرفة مع من هم في العمل، وفي المدرسة، وفي مجتمعاتنا، ومنظماتنا الدينية، وفي الفرق الرياضية، وفي مجتمعات الإنترنت، وفي السياقات الاجتماعية الأخرى.

ويساعدنا ذلك على الشعور بأننا لسنا وحدنا، لأننا ننتمي إلى مجتمع اجتماعي. ويمكن أن يكون حرمان الأشخاص من تكوين الصداقات الاجتماعية مدمرًا جسديًا

ونفسيا.


مزايا العلاقات الاجتماعية واهميتها في حياة الانسان

تجلب العلاقات الاجتماعية مزايا عديدة للإنسان، ومن بينها

  • المزايا العاطفية، تمنحنا علاقاتنا الدعم والتشجيع العاطفي في الأوقات الصعبة. كما أنها تعطينا السعادة. فالتفاعل مع الأصدقاء أمر مريح، لأن أصدقائنا يسعدوننا وفي الواقع، يتم قضاء بعض أوقاتنا الأكثر تميزًا والأسعد في صحبة الأصدقاء المقربين.
  • المزايا المادية، يمكن للأشخاص القريبين منا المساعدة في تلبية احتياجاتنا المادية من المال والطعام والمأوى والنقل، وعندما نشعر بأننا قريبين من شخص ما، فإننا نميل إلى مشاركة هذه الموارد في أوقات الحاجة.
  • المزايا الصحية، فقد أظهرت الدراسات أنه كلما زادت العلاقات الاجتماعية مع شخص ما، زادت قدرة الشخص على محاربة نزلات البرد، كما خلصت مراجعة لأكثر من 60 دراسة منشورة إلى أن الوفيات المبكرة من أسباب مثل تدخين السجائر والسمنة وارتفاع ضغط الدم تشير إلى نقص الصداقات القوية والإيجابية كعامل مؤثر بقوة.
  • المزايا النفسية، يساعدنا أصدقاؤنا المقربون في تخفيف التوتر من خلال السعادة والاسترخاء الموجودين في صداقات وثيقة. حيث يراقب أصدقاؤنا أفعالنا ويشجعوننا على تجنب الأشياء الضارة أو القضاء عليها.

وبالطبع لا تخلو العلاقات الاجتماعية من التضحيات التي ستنفقها مقابل محافظتك على صداقتك عندما يحتاج صديقك لدعم، بالإضافة إلى التكاليف المادية التي تحتاج لإنفاقها في المجاملات والمناسبات الخاصة بصديقك، أو عندما تتفقان على الخروج للترفيه، فإن ذلك سيكون مكلفًا نوعًا ما، ولكن الصداقة تستحق ذلك وأكثر

كيفية تشكيل الروابط الاجتماعية والحفاظ عليها

تشير الأبحاث إلى أن هناك أربعة عوامل قوية للجذب الشخصي. وهذه هي: المظهر الشخصي، والقرب، والتشابه، والتكامل. فإذا وجدت تلك القوى بين شخصين تكونت بينهما رابطة اجتماعية قوية

كيف تحافظ على علاقاتك مع الآخرين؟

حدد الباحثون أربعة سلوكيات تتعلق بالاستمرار، وهي:

  • الإيجابية، وتعد السلوكيات الإيجابية هي ما تجعل الآخرين يشعرون بالراحة في علاقتهم معنا. كوننا نتصرف معهم بتهذيب، بالإضافة إلى امتناعنا عن انتقاد الآخرين. حيث تميل هذه السلوكيات إلى جعل الناس محبوبين. وعلى العكس من ذلك، فإن الشكوى، وانتقاد الآخرين، والعبوس تعد سلوكيات سلبية منفرة.
  • الشبكة الاجتماعية، والتي تتضمن جميع صداقاتك، وكل العلاقات الأسرية، فمن المهم مشاركة شبكاتك الاجتماعية مع شخص آخر، على سبيل المثال، ربما يعرف أفضل صديق لك عائلتك والعديد من أصدقائك الآخرين. ويُعرف هذا الربط بين الشبكات الاجتماعية باسم التقارب، والذي تشير الأبحاث إلى أنه مهم للحفاظ على العلاقات مستقرة وقوية.
  • مشاركة المهام، السلوكات الاجتماعية تتطلب استثمارات في الطاقة والجهد. لذلك، من الصعب الحفاظ عليها عندما لا يساهم الطرفان على قدم المساواة، وتنطبق هذه المبادئ في جميع علاقاتنا الشخصية: الصداقات، والعلاقات في مكان العمل، وغيرها.
  • 7 علامات للعلاقة الصحية
    لكى تعرف أنك في علاقة سامة، وقبل أن يحددها الدكتور محمد طه في كتابه، لا بد أن تعرف مواصفات العلاقة الصحية الطيبة، التي حدد لها الطبيب النفسي سبع علامات:

    1- أن تشعر دوما بأن الطرف الآخر دائما موجود وحاضر ومهتم، حتى وإن كان غائبا عنك بجسده، لكنه قادر على أن يحيطك دوما.

    2- أن يجيد طرفا العلاقة السمع والإصغاء لبعضهما البعض.

    3- التقبل غير المشروط، والاحترام المتبادل، وهذا ليس معناه الموافقة الدائمة على أفعال الآخر، لكنه تقبل نقاط الضعف والقوة، ومواطن الضعف والفشل، وأن يكون دائم الاستعداد لمساعدتك في التغيير، وليس الانتقاد فقط.

    4- الابتعاد عن الحكم على الآخر، سواء كان الحكم دينيا، أو أخلاقيا، أو قانونيا.

    5- الشعور الدائم بأنه مكانك، وقادر على فهمك واستيعابك، ثم مسامحتك وتقبلك.

    6- العلاقة الصحية خالية من التمثيل، عليك أن تكون فقط نفسك، دون تجمل.

    7- العلاقة الصحية لا تكون أبدا بين اثنين فقط، فهذا النوع من العلاقات المكتفي بالآخر فقط مؤذٍ لكليهما، وقادر على إنهاء أي علاقة وإيقاف نموها.

    أنماط العلاقات السامة
    للعلاقات المؤذية أشكال عدة، لكن يمكن تلخيصها في عدة أنواع منتشرة في عالمنا العربي، 


    البعض يستمر في علاقات مؤذية بسبب رابط وهمي يشعرهم باستحالة الحياة دون الطرف الآخر (وكالات)
    البعض يستمر في علاقات مؤذية بسبب رابط وهمي يشعرهم باستحالة الحياة دون الطرف الآخر (وكالات)

    1- العلاقة مع شخص نرجسي
    وهي علاقة مستهلكة ومستنزفة على كافة المستويات، وستكون في هذه العلاقة مع شخص لا يرى إلا نفسه، وكل ما يفعله أو يقوم به هو أعظم ما يكون، وعلى شريكه دوما أن يكون ممتنا للقدر الذي جمعه به، وأن يكون مقدرا لما يفعله أو يقوم به، وأن يراه عظيما دوما، حتى وإن كان ما يفعله ستكون نتائجه سلبية على الآخرين، ولا يراعي المشاعر، أناني، ويكتئب لمجرد نقدك له، والتشكيك فيه.

    2- الشخص الاعتمادي
    هو العلاقة التي يكون أحد طرفيها معتمدا بشكل تام على الآخر، يحتاجك أغلب الوقت، ولا يتحمل مسؤولية أي شيء، وسلبي، وجبان، وقليل الحيلة، وعلى استعداد دائم لدفع أي ثمن مقابل رضا شريكه، هذه علاقة مؤذية رغم أنك قد تشعر فيها بالمسؤولية عن الطرف الضعيف، ولا تتردد في إنهائها لأنها تستنزف طاقتك وترهقك طول الوقت.

    3- علاقة العمى
    في هذا النوع من العلاقات يوجد طرف لا يرى الطرف الآخر من الأساس، لديه مشاعر قديمة تجاه شخص آخر، يسقطها على شريكه في العلاقة دون وعي منه، وهذا يظهر في العلاقات التي تبدأ بقوة، وبمشاعر جياشة، سواء كانت حبا، أو كرها. وفي هذه الحالة عليك أن تعرف أن الشخص الذي أمامك ليس هو المقصود بهذه المشاعر.

    4- العلاقة مع شخص سيكوباتي
    هذه ليست علاقة مؤذية، لكنها محطمة. ويشرح الدكتور طه في كتابه عن أخطر العلاقات، أن الشخص السيكوباتي يكون غالبا جذابا وكذابا جدا في الوقت نفسه، ويبدو ودودا، لكنه في الحقيقة لا يشعر بأحد، وكتلة من الأذى لنفسه ولمن يحيط به، لكنه مغلف بقطعة من السوليفان اللامعة.

    متلاعب بالكلام والمواقف والتصرفات، قادر على توريطك، كذبه بلا حدود، إذا حاولت معاتبته يقلب الطاولة عليك، أناني، عنيف، هذه العلاقة ينصح خبير الطب النفسي بوقفها فورا، والابتعاد سريعا عن هذا الشخص

    5- العلاقة مع شخص مستغل
    هذه العلاقة يبدو فيها الطرف المستغل لطيفا ما دام يريد منك شيئا، وتنفذ له طلباته. هي علاقة دائما في اتجاه واحد فقط، إذا فعل هذا الشخص شيئا لك فهو في الغالب يستغله ضدك يوما ما، وإذا رفضت شيئا طلبه منك يشعرك بالذنب طيلة الوقت.

    6- العلاقة مع متملك
    الغيرة الجنونية ليست حبا، كما يعتقد البعض، الغيرة الشديدة دليل على الرغبة في التملك، والشك، وهو ما يدمر أي علاقة من المفترض أن تكون قائمة على الثقة، هذا الشخص يمنح نفسه الحق في تفتيش أشيائك الخاصة، وحساباتك الشخصية، ويحاصرك ويعزلك عن الجميع، ويملي عليك ما يجب أن تفعله، فتفتقد العلاقة أبسط قواعدها من الاحترام والثقة.

    لا تستمر في علاقة تستنزف مشاعرك (وكالات)
    لا تستمر في علاقة تستنزف مشاعرك (وكالات)

    لماذا يفضل البعض العلاقات المؤذية
    تلك النماذج الشهيرة من العلاقات المسيئة والسامة يقع أغلبنا في شراكها، لكن هل يمكن النجاة منها، أم أن الخلاص منها مستحيل؟ يوضح الدكتور محمد طه في شرحه أن روبرت فايرستون أستاذ علم النفس أكد أن هناك رابطا خياليا قد يضعه البعض كإطار للعلاقة، ورغم ما تسببه من إيذاء وإساءة، فإن طرفيها يجدان في الاندماج والتماهي بينهما دافعا للبقاء والتحمل، فيقومان بدور الأب أو الأم في العلاقة، ويحملان أنفسهما مسؤوليات لا يمكن تحملها لشريك عادي، لكن على الأغلب بعد فترة سيضطر هؤلاء للهرب أيضا، والتحرر من ذلك الرابط الوهمي المتخيل


    (نمط حياة سعيد)






ونفسيًا،أشبه بعقوبة الحبس الانفرادي.

المدونة ذات صلة

Shopping cart

Subtotal: $318.00

View cart Checkout